العقد الطبي عقد شخصي حيث يختار المريض طبيبه معتمدا على قراراته المعلوماتية و اساس هذه العلاقة هي الثقة المتبادلة اين يكون الطبيب ملزما ببذل عناية مقابل التزام المريض بتقديم الاتعاب و عليه فان علاقة الطبيب و المريض هي علاقة تعاقدية تحكمها مبادئ القانون المدني.
1/التزام الطبيب باخطار المريض
يبرر التفاوت العلمي و النفسي بين المريض و الطبيب وجود بعض الالتزامات على عاتق الطبيب او جراح الاسنان نحو المريض منها على وجه الخصوص
-افادة المريض بمعلومات واضحة و صادقة بشان اسباب كل عمل طبي فجهل المريض للعلوم الطبية يجعله غير قادر على اتخاذ اي قرار بشان مرضه بالاضافة اللاى ان الحالة النفسية للمريض تجعله كذلك غير قادر على اتخاذ اي قرار سليم و معقول و هذا ما دفع بعض الاطباء الذين ينكرون حق المريض في الموافقة على العمل الطبي الذي يبقى من اختصاص الطبيب وحده و الذي يتمتع بثقة المريض.
و حتى يتمكن المريض من اعطاء موافقته بصفة حرة يتحمل الطبيب بمقتضى المادة 43 من مدونة اخلاقيات الطب التزاما بالافشاء نحو المريض و في بعض الاحيان الحالات الخطيرة فالفقرة الثانية من المادة 162 القانون 05-85 تنص "لا يجوز للمتبرع ان يعبر عن موافقته الا بعد ان يخبره الطبيب بالاخطار الطبية المحتملة التي قد تتسبب فيها عملية الانتزاع"
و جاء كذلك في الفقرة الخامسة من المادة 166 "لا يمكن التعبير عن الموافقة الا بعد ان يعلم الطبيب المعالج الشخضص المستقبل اة الاشخاص المذكورين في الفقرة السابقة بالاخطار الطبية التي تنجر على ذلك"
و تشير المادة 51 من مدونة اخلاقيات الطب اعفاء الطبيب في بعض الاحيان من الالتزام باخطار المريض حيث تنص"يمكن اخفاء تشخيص مرض خطير عن المريض لاسباب مشروعة يقدرها الطبيب او جراح الاسنل ان بكل صدق و اخلاص غير ان الاسرة يجب اخبارها الا اذا كان المريض قد منع مسبقا عملية الافشاء هذه او عين الاطراف التي يجب ابلاغها بالمر و لا يمكن كشف هذا التشخيص الا بمنتهى الحذر و الاحتراز"
2/الالتزام بتحقيق نتيجة
ان التزام الطبيب هو تقديم العلاج الكافي و الملائم لحالة المريض غير ان لا يمنع في بعض الاحيان من اخباره بتحقيق نتيجة معينة بحيث يجب على الطبيب الا يعرض المريض لاي اذى من جراء ما يستعمله من ادوات و اجهزة و ما يتقل اليه من السوائل الاخرى.
و قد اتجه القضاء نحو حماية اكثر للمرضى و هذا بالتشديد في مسؤولية الاطباء و ذلك عن طريق فرض نوع من الالتزام بالسلامة اين يكون الطبيب ملزما بسلامة المريض ليس من عواقب المرض بل من خطر حوادث قد تصيب المريض خارج نطاق العمل الطبي اي نتيجة للوسائل و الادوات المستعملة التي لا تقبل فيها فكرة الاحتمال الطبي مثل :نقل الدم استعمال الادوات و الاجهزة الطبية ,التطعيم ,التركيبات, الاصطناعية التحاليل الطبية و تقديم الادوية.
3/التزام الطبيب بتقديم العلاج
عرف الفقهاء العلاج "الوسيلة التي تؤدي الى الشفاء من المرض او الحد من اخطاره او التخفيف من الامه الناتجة عنه سواء بتيكينها او بالقضاء عليها" و الغاية من العلاج كما يوضجها هذا التعريف هي تحقيق الشفاء.
و قد عرفه القضاؤء الفرنسي"كل اجراء ايا كان يؤدي الى اشفاء من المرض او تخفيف الحالة المرضية"
و هكذا يلاحظ من تعريف القضاء الفرنسي ان الهدف من العلاج هو تحقيق الشفاء للمريض و تخفيف اىلامه و الحد منها بالاضافة الى منع تفاقمها خاصة المراض المستعصية و بالتالي لا يستطيع في مثال هذه الحالة من شفاء المريض او تخفيف الامه و انما يسعى جاهدا من اجل الحد من تفاقمه و هذا بعلاجه عن طريق الادوية او الاشعة او بالقاية منه و اخضاع الشخص للفحوص الطبية على فترات معينة.
و يمر العلاج بمراحل:
1-مرحلة التشخيص
يقوم الطبيب بفحص المريض فحصا دقيقا ملتمسا مواقع الالم متحسسا مواطن الداء باستعمال الوسائل العلمية الموجودة تحت تصرفه لكي يبتعد عن الخطا قدر الامكان و اذا اقتضى الامر يمكنه الاستعانة بالاخصائيين.
2-مرحلة وصف العلاج
بعد ان يقوم الطبيب بتشخيص المرض يقوم بتقديم العلاج مع مراعاة الاصول العلمية الثابتة التي يتعبن على الطبيب الالمام بها من ادوية الخ لان له الحرية في اختيار العلاج لكن هذه الاستقلالية يجب ان تناسب الحالة المرضية.
3-مراقبة العلاج
هناك بعض الحالات اين يقوم الطبيب بمباشرة العلاج بنفسه كالقيام باعطاء حقن او حصص خاصة للمريض.
4/الالتزام ببذل عناية
ينحصر التزام الطبيب بالعلاج بالتزامه ببذل عناية حيث قررت محكمة النقض الفرنسية في حكمها الشهير"مرسى"20/05/1936 ان العقد الذي يتم بين الطبيب و المريض يلزم على الاول ببذل عناية فائقة و جهود صادقة مع اتباع الاصول العلمية الثابتة.
و قد اشار المشرع الجزائري الى شروط الاصول العلمية في المادة 1 من مدونة اخلاقيات الطب"اخلاقيات الطب هي مجموعة المبادئ و القواعد و الاخلاق التي يتعين على كل طبيب او جراح ان يراعيها و ان يستلهمها في ممارسة مهنته"
و يبر ر الفقه التزام الطبيب بالوسائل في ان يبذل العناية اللازمة للوصول الى الشفاء دون ان يضمن تحقيقه لان الطبيب لا يستطيع ان يضمن الشفاء بل عليه ان يقدم لمريضه العلاج الضروري و المناسب لحالته و وفقا للمقتضيات العلمية
